تقرير عن نزار قباني | الکاتب نزار قباني | نزار قباني
تقرير عن نزار قباني، الکاتب نزار قباني، نزار قباني
تقرير عن نزار قباني | الکاتب نزار قباني | نزار قباني: يعدّ نزار قبّاني أحد كبار الشعراء والكتّاب في الأدب العربيّ الحديث، وقد ولد في الواحد والعشرين من مارس عام 1923م في دمشق، وتخرّج من الجامعة السوريّة بتخصّص الحقوق عام 1945م، وعمل في السلك الدبلوماسيّ ما بين عاميّ 1945م و 1966م؛ ثمّ استقال من العمل واستقرّ في بيروت ليؤسّس دار نشر، وكان اسم دار النشر (منشورات نزار قبّاني).

طفولته نزار قبّاني
كان نزار قبّاني يحبّ اكتشاف الأشياء عندما كان طفلاً؛ فكان يفكّك الأشياء إلى أجزائها للتعرّف على المجهول فيها، وكان في بداية حياته يحبّ الرسم، ثمّ انتقل إلى الموسيقى التي أبعدته عنها مشاكله في الدراسة الثانوية، وقد كتب أوّل قصيدة له أثناء إبحاره في رحلة مدرسيّة إلى إيطاليا، حيث كتب عن الحنين إلى بلاده؛ والتي أُذيعت في راديو روما.

زواجه نزار قبّاني
تزوّج نزار قبّاني مرّتين، المرّة الأولى كانت من امرأة سوريّة اسمها زهرة، وأنجب منها هدباء، وتوفيق، وزهراء، أمّا الزوجة الثانية فاسمها بلقيس الراوي من العراق، التي قُتلت في الانفجار الواقع عام 1982م في السفارة العراقيّة؛ الأمر الذي ترك أثراً صعباً في نفس نزار ودفعه لنشر قصيدة شهيرة باسمها، ولنزار من بلقيس عمر وزينب.
شعر نزار قبّاني
بدأ نزار قبّاني بكتابة الشعر عندما كان عمره ستة عشر عاماً، وأصدر ديوانه الأوّل "قالت لي السمراء" في عام 1944م. ولنزار دواوين شعرية كثيرة تصل إلى 35 ديواناً، ومنها: "طفولة نهد"، و"الرسم بالكلمات"، و"قصائد"، و"سامبا"، و"أنت لي"، كما أنّ نزار قبّاني يمتلك عدداً كبيراً من الكتب النثرية، منها: "قصتي مع الشعر"، و"ما هو الشعر"، و"100 رسالة حب"، وغيرها، يتميّز أسلوب نزار قبّاني بالعاطفة، سواء في الشعر أو في النثر، كما يتميّز بالرقّة، والعفوية، واستخدام الكلمات الدارجة، وقد تغزّل بالمرأة وقال فيها الشعر حتّى لُقّب بشاعر المرأة. من الجدير بالذكر أنّه على الرغم من اشتهار نزار قبّاني بالغزل، إلّا أنّ شعره انتقل نقلةً نوعيّةً بعد النكسة في عام 1967م؛ حيث صار شعره يركّز على عناوين السياسة والمقاومة.
-
سأقول لك أحبّك
سَأقولُ لكِ "أُحِبُّكِ"..
حينَ تنتهي كلُّ لُغَاتِ العشق القديمَه
فلا يبقى للعُشَّاقِ شيءٌ يقولونَهُ.. أو يفعلونَهْ..
عندئذ ستبدأ مُهِمَّتي
في تغيير حجارة هذا العالمْ
وفي تغيير هَنْدَسَتِهْ
شجرةً بعد شَجَرَة
وكوكباً بعد كوكبْ
وقصيدةً بعد قصيدَة
سأقولُ لكِ "أُحِبُّكِ"..
وتضيقُ المسافةُ بين عينيكِ وبين دفاتري
ويصبحُ الهواءُ الذي تتنفَّسينه يمرُّ برئتيَّ أنا
وتصبحُ اليدُ التي تضعينَها على مقعد السيّارة
هي يدي أنا..
سأقولها، عندما أصبح قادراً،
على استحضار طفولتي، وخُيُولي، وعَسَاكري،
ومراكبي الورقيَّهْ..
واستعادةِ الزّمَن الأزرق معكِ على شواطئ بيروتْ..
حين كنتِ ترتعشين كسمَكةٍ بين أصابعي..
فأغطّيكِ، عندما تَنْعَسينْ،
بشَرْشَفٍ من نُجُوم الصّيفْ..
سأقولُ لكِ "أُحِبُّكِ"..
وسنابلَ القمح حتى تنضجَ.. بحاجةٍ إليكِ..
والينابيعَ حتى تتفجَّرْ..
والحضارةَ حتى تتحضَّرْ..
والعصافيرَ حتى تتعلَّمَ الطيرانْ..
والفراشات حتى تتعلَّمَ الرَسْم..
سأقولُ لكِ "أُحِبُّكِ"..
عندما تسقط الحدودُ نهائياً بينكِ وبين القصيدَهْ..
ويصبح النّومُ على وَرَقة الكتابَهْ
ليسَ الأمرُ سَهْلاً كما تتصوَّرينْ..
خارجَ إيقاعاتِ الشِّعرْ..
ولا أن أدخلَ في حوارٍ مع جسدٍ لا أعرفُ أن أتهجَّاهْ..
كَلِمَةً كَلِمَهْ..
ومقطعاً مقطعاً...
إنني لا أعاني من عُقْدَة المثقّفينْ..
لكنَّ طبيعتي ترفضُ الأجسادَ التي لا تتكلَّمُ بذكاءْ...
والعيونَ التي لا تطرحُ الأسئلَهْ..
إن شَرْطَ الشّهوَة عندي، مرتبطٌ بشَرْط الشِّعْرْ
فالمرأةُ قصيدةٌ أموتُ عندما أكتُبُها..
وأموتُ عندما أنساها..
سأقولُ لكِ "أُحِبُّكِ"..
عندما أبرأُ من حالة الفُصَام التي تُمزِّقُني..
وأعودُ شخصاً واحداً..
سأقُولُها، عندما تتصالحُ المدينةُ والصّحراءُ في داخلي.
وترحلُ كلُّ القبائل عن شواطئ دمي..
الذي حفرهُ حكماءُ العالم الثّالث فوق جَسَدي..
التي جرّبتُها على مدى ثلاثين عاماً...
فشوَّهتُ ذُكُورتي..
وأصدَرَتْ حكماً بِجَلْدِكِ ثمانينَ جَلْدَهْ..
بِتُهْمةِ الأُنوثهْ...
لذلك. لن أقولَ لكِ (أُحِبّكِ).. اليومْ..
ورُبَّما لن أَقولَها غداً..
فالأرضُ تأخذ تسعةَ شُهُورٍ لتُطْلِعَ زهْرَهْ
والليل يتعذَّبُ كثيراً.. لِيَلِدَ نَجْمَهْ..
والبشريّةُ تنتظرُ ألوفَ السّنواتِ.. لتُطْلِعَ نبيَّاً..
فلماذا لا تنتظرينَ بعضَ الوقتْ..
لِتُصبِحي حبيبتي؟؟
ارسال نظرات











